أخباربروفايلثقافة

صدور «محمود محمد طه وقضايا التهميش» للكاتب عبدالله الفكي 

الخرطوم: التغيير-  صدر عن دار باركود للنشر والترجمة بالخرطوم الخميس الماضي كتاب «محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان» للباحث الدكتور عبدالله الفكي البشير. 

وجاء  الكتاب في 664 صفحة، واحتوى على مقدمة تناولت التسلسل الزمني للأحداث التي تمت مناقشتها، وتناول الفصل الأول صورة السودان في المخيلة العربية الإسلامية، بالإضافة إلى التعريف بالسودان من حيث ميلاد الاسم وتطوره التاريخي وصورة بلاد السودان في سرديات القرون الوسطى العربية الإسلامية، وقدم لمحات من أثر تلك السرديات في المخيلة الأوروبية في عصر النهضة وحقبة التكالب الاستعماري وأشار لطرف من تجلياتها في مخلفات الاستعمار.

التهميش والمهمشون

أما الفصل الثاني فتناول مصطلح التهميش من حيث التطور والمسار، وظهور مصطلح التهميش في العالم ودخوله إلى السودان- كان أول ظهور لمصطلح الهامش في الولايات المتحدة عام 1928، ودخل السودان أول مرة عام 1968، على يد المفكر علي مزروعي «1933- 2014»،

وتناول الكتاب تطور مفهوم التهميش من مصطلحات المجموعات المهمشة والمناطق المهمشة إلى جدلية المركز والهامش وصولا إلى مفهوم التهميش عند محمود محمد طه.

وجاء في الفصل الثالث الحديث عن توجه السودان العروبي وتعميق التهميش وتعزيز الإقصاء، وتحدث الكاتب عن الاتجاه نحو العرب والعروبة من وجهة نظر خضر حمد وبابكر كرار، والدعوة لحسم مسألة عروبة السوان وحراك مستقبل الثقافة العربية فيه.

محمود محمد طه مع الجمهوريات- موقع الفكرة الجمهورية

وقدم الكتاب قراءة في آراء ومواقف المفكر محمود محمد طه من قضايا التهميش في السودان، وسلط الضوء على تشخيصه لقضايا السودان، والحلول التي اقترحها، بشأن قضايا: السلام، الدستور، التنمية، المرأة، التنوع الثقافي وكيفية حكم السودان وإدارته والمحافظة على وحدته. 

الوحدة الوطنية

وذكر الكتاب أن طه نادى منذ عام 1946 بضرورة تحقيق الوحدة الداخلية أولاً، فهي التي يجب أن تتحكم في تكييف علاقات السودان الخارجية، لا سيما عضويته في جامعة الدول العربية. 

كما دعا منذ عام 1955، إلى الحكم الفيدرالي لجميع أقاليم السودان، وتشجيع الحكم الذاتي، ونادى منذ العام 1958 بضرورة احترام التنوع الثقافي وحسن إدارته.

وجدد طه دعوته للحكم الذاتي عندما عُقد مؤتمر البجا بمدينة بورتسودان «أكتوبر 1958»، واصفاً مخرجات المؤتمر بأنها دون مستوى حقوق أهل المنطقة، وأشار لبعض مما فات على المؤتمر. 

وبحسب الكتاب، فان الحلول التي قدمها طه كانت عابرة للزمان، إذ أخذ الناس ببعضها بعد مرور نصف قرن من طرحها، مدللا على ذلك بأكبر إتفاقيتين للسلام في السودان: اتفاقية أديس أبابا 1972، واتفاقية السلام الشامل 2005، حيث زعم الكتاب بأن الاتفاقيتين لم تخرجا عن كتاب طه: أسس دستور السودان لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية، الذي نُشر عام 1955، وذلك بناءً على شهادة من شارك في مفاوضات الاتفاقيتين. 

وقف الكتاب عند تعريف طه للسودان انطلاقاً من ذاتيته، وسلط الضوء على رؤيته لمستقبل السودان، ولدوره المرتجى في مسيرة الإنسانية. 

كما وقف الكتاب عند تجليات ضعف الانفتاح على الأرشيف القومي في الدراسات السودانية، وقدم ملاحظات نقدية من خلال كتابين. 

واستعرض الكاتب موقف طه من عضوية السودان في جامعة الدول العربية والتوجه العروبي للسودان، مشيرا إلى أن العروبة تحجم دور السودان مقابل الإفريقية التي تعظم دوره.

ونوقشت قضية جنوب السودان وتاريخه الطويل من التهميش في الفصل الرابع من الكتاب وعكس الكاتب وجهة نظر طه من هذه القضية ودعوة الحزب الجمهوري لمواجهة الاستعمار ومشروعه لفصل الجنوب، والتأييد الثابت والمستمر لمطالب الجنوبيين ومطلب الفيدرالية، واستجابة الأحزاب الأخرى والهيئات بالتحركات الناعمة.

التنوع والتعدد

وبالانتقال إلى الفصل الخامس نجد أن المؤلف شرح مفهوم التعدد الثقافي ونظام الحكم والمعرفة الاستعمارية واستمرار التهميش والموقف من التنوع الديني مع عرض رؤية الكاتب في تشجيع نظام الحكم الذاتي، وتناول الكتاب كذلك نقد طه للمعرفة الاستعمارية.

وتحول الكاتب للحديث عن الدستور وقضايا التهميش والموقف من دستور واتفاقية الحكم الذاتي وحل الحزب الشيوعي وانتهاك الدستور وممارسة التهميش باسم الدين.

وفي الفصل السابع تطرق الفكي إلى تهميش المرأة منبهًا إلى أنها أكبر من هُمش في الأرض واستعرض وضعها في الشريعة الإسلامية وتشريعات المساواة بين الجنسين في البلاد الاسلامية واستشهد بتونس، وتابع القضية متحدثا عن قضايا الحجاب والطلاق والزواج وقوانين الأحوال الشخصية.

بتول مختار، جمهورية تقدم ركن نقاش في السبعينات
بتول مختار، جمهورية تقدم ركن نقاش في السبعينات

واختتم المؤلف فصول الكتاب بقضية التنمية والتهميش في السودان متناولا معوقات التنمية، وأسس موارد الثروة في البلاد، والمساواة الاجتماعية وبرنامج الحزب الجمهوري في كل ذلك.

عن الكاتب

مؤلف الكتاب هو الباحث والكاتب السوداني  الدكتور عبد الله الفكي البشير. 

نال درجة البكالوريوس في التاريخ بمرتبة الشرف «1999»، والماجستير «2005»، والدكتوراه «2017» من كلية الاداب، جامعة الخرطوم بالسودان.

وللبشير مشروع ضخم عن المفكر السوداني محمود محمد طه ابتدره بكتاب «محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ-2013» ثم كتاب «الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف-2020»، وثالثهما الكتاب الذي نعرضه اليوم.

كما ألف البشير عدة كتب ومقالات وأوراق علمية نذكر منها:  «الفشل في ادارة التنوع: حالة السودان- 2014»، و«نسبنا الحضاري: قراءة في عوامل الانبات والتكييف وتغذية الخيال الجامعي- 2014».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى