
أعلن عضو المجلس السيادي الانتقالي الطاهر أبوبكر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان، دعمه لمسألة التطبيع مع إسرائيل لإخراج السودان من العزلة التي وضعها فيه النظام البائد.
وأجاب حجر في حوار لـ«التغيير»، على تساؤلات بشأن خلافات المكونين المدني والعسكري بالمجلس، ووضعية قوات الحركات بالخرطوم، والعودة لنظام الحكم الإقليمي، وعقبات تنفيذ الترتيبات الأمنية.
واتهم حجر البعض بمحاولة شيطنة الحركات الموقعة على السلام.
وتطرق لقضية بلاغ مجلس السيادة ضد الشاعر يوسف الدوش، وكشف عن اتصالات مع القائدين عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو للحاق بالسلام، وتحدث عن قضايا أخرى في ثنايا هذا الحوار:
حوار: علاء الدين موسى
* التطبيع مع إسرائيل من القضايا التي تسيطر على الساحة الآن، كيف تنظرون إليها، وهل تدعمون التطبيع؟
نحن في تجمع قوى تحرير السودان ندعم التطبيع مع إسرائيل لإخراج السودان من العزلة التي وضعها فيه النظام البائد بسبب السياسات الخاطئة، وليست لدينا مشكلة مع إسرائيل أو فلسطين، ولن نخاصم أي جهة من أجل جهة أخرى، نحن مع مصلحة السودان كما نصت الوثيقة الدستورية، بأن تكون علاقتنا الخارجية في مسافة واحدة من جميع دول العالم.
ليست لدينا مشكلة مع إسرائيل أو فلسطين
* لكن بعض مكونات الائتلاف الحاكم رفضت عملية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني؟
يجب عدم ربط علاقة السودان بأي مصالح أو آيديولوجيات أخرى تريد أن تضعنا في ذات المسار الذي كان عليه النظام السابق، في السبعة وعشرين عاماً السابقة كان السودان في عزلة تامة من العالم، وفي المرحلة الحالية نؤمن بالعلاقات المتوازنة مع جميع الدول.
* البعض يقول إن قادة الكفاح المسلح حملوا السلاح لإنهاء الظلم، فكيف تضعون أياديكم في أيدي مغتصب الأراضي الفلسطينية؟
نحن ضد الظلم في أي مكان، لكن هذا الظلم يجب ألّا يكون حداً أو مانعاً لمصلحة الشعب السوداني، نقف مع الشعب الفلسطيني في قضيته ولكن يجب ألّا يكون عائقاً أو رابطاً لعلاقاتنا الخارجية.
* الخلاف حول هذه القضية داخل مجلس السيادة أكد عدم وجود انسجام بين أعضاء المجلس؟
طبعاً، ونحن شركاء، التجاذبات موجودة في أي تحالف كبير او أي جسم وهذا شئ طبيعي.
* لكن هنالك اتهام لقادة الكفاح المسلح بالوقوف في صف المكون العسكري؟
هذا غير صحيح، نحن الأقرب للسودان وليس لأي جهة، هذا الحديث يقال باستمرار، ولكن نحن جزء من أي جهة.
بيان المكون المدني لم يكن موفقاً لأنه يقسم المجلس
* إذاً، كيف تتم إجازة القرارات داخل مجلس السيادة؟
منذ انضمام قادة الكفاح المسلح لمجلس السيادة انعقد مرتين، الأول تنسيقي والثاني لتحديد الأدوار، وطريقة اتخاذ القرارات محكومة باللائحة الداخلية للمجلس، لا يوجد ميول للجانب العسكري أو المدني.
* لكن في قضية الشاعر يوسف الدوش تبرأ المكون المدني من البلاغ المقيد ضده، ولم نتعرف على رأيكم في ذلك؟
المكون المدني أخطأ في طريقة إصدار البيان، خاصة بعد أن ذكر رئيس مجلس السيادة أنه لم يكلف شخصاً بفتح بلاغ ضد الشاعر الدوش، وهذه القضية تم تناولها داخل الاجتماع، وكان يجب أن يخرج البيان باسم المجلس السيادي وليس المكون المدني، الذي لم يتشاور معنا في إصدار البيان، على أي حال بيان المكون المدني لم يكن موفقاً لأنه يقسم المجلس لشقين، ولمصلحة السودان يجب ألّا يكون هناك صراع بين العسكريين والمدنيين، والمكون العسكري مهم للسودان ولا يمكن تجاوزه، ونحن مع المدنية وندعم مدنية الدولة ولكن لسنا ضد الجيش.
* ومن هي الجهة التي قيدت البلاغ ضد الشاعر الدوش؟
الجهات التي قامت بتدوين البلاغ ضد الشاعر هي جهات إدارية تتبع للمجلس السيادي باعتبارها جهات قانونية.
جيوش السلام في الخرطوم بتنسيق مع الجهات الأمنية
* دعنا ننتقل لجزئية أخرى.. دخول قوات الكفاح المسلح للخرطوم بهذا العدد يشكل خطورة على المواطن.. ما تعليقك؟
إذا حضرت قوات الحركات المسلحة الخرطوم فلن تسعها، وهذه القوات حضرت من أجل هدف محدد وبترتيب مع الدولة وهم سودانيون، حضروا من أجل الترتيبات الأمنية.
* عفواً، لكن اتفاق جوبا نص على أن تكون تلك القوات في معسكراتها حتى يتم حصرها وتأهيليها توطئةً لدمجها في جيش واحد؟
القوات التي حضرت للخرطوم من أجل حراسة الشخصيات المهمة، وهذا منصوص عليه في اتفاقية سلام جوبا بأن تحضر تلك القوات وتدخل في معسكر تدريبي بالخرطوم.

* وهل حددت الاتفاقية عدد معين لكل حركة؟
الاتفاقية أعطت كل حركة «66» فرداً من أجل الحماية.
* لكن العدد الموجود الآن أكثر مما حددته الاتفاقية، بجانب أنه حر بأسلحة ثقيلة أدخلت الرعب في قلوب المواطنين؟
ليس بكثير كما يتصور البعض، وجزء من هذه القوات يتبع للجنة الترتيبات الأمنية واللوجستية، وحضورهم للخرطوم مهم من أجل الاجتماعات، أيضاً هنالك لجان فرعية في المناطق التي بها ترتيبات أمنية في عدد من ولايات السودان يحضرون إلى الخرطوم للمشاركة في عدد من الورش العسكرية، ومن الطبيعي أن يحضروا على ظهر الآليات الثقيلة ولا غرابة في ذلك.
* هنالك من يقول إن القوات حضرت للخرطوم دون تنسيق كامل مع القوات المسلحة السودانية؟
هذا الحديث غير صحيح.. ولا يمكن أن تحضر قوة عسكرية للعاصمة الخرطوم دون أن يكون هنالك ترتيب مسبق مع الأجهزة الأمنية، ومن يروجون ذلك يقودون حملة الكراهية ضد صناع السلام ويعملون على إثارة الخوف في الشارع بشيطنة حركات الكفاح المسلح، وهذه الحركات تملك الحق في الحضور للخرطوم لأنها نظامية وبعد الدمج ستكون جزء من تكوين الجيش الواحد.
أعداء السلام يريدون شيطنة الحركات ونرفض المزايدة الرخيصة
* هل تتهمون جهات محددة بالعمل على شيطنة الحركات المسلحة؟
من يقومون بشيطنة القوات هم أعداء السلام وأصدروا بيانات ضد اتفاقية السلام وهم معروفون بالضرورة، وكانوا جزءاً من الحكومة الانتقالية، وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي.
* لكن هؤلاء يرون أن السلام الذي تحقق جزئي وغير شامل؟
أي سلام يحقق يجب على الناس أن ترحب به، ولا تقلل منه، ونحن نرفض المزايدة الرخيصة، ونرفض من يحدد لنا أطراف السلام، وأيضاً عدم ربطه بأي شخص، أعتقد أن عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور إضافة حقيقية للسلام وللأمن والاستقرار في السودان، ولكن هم ليسوا «كل حاجة ونحن لسنا كل حاجة»، السلام يحتاج لشمول الأطراف والقضايا.
لدينا تواصل مع الحلو ونور
* أيوجد تواصل مع الحلو ونور لتحقيق السلام الشامل؟
نعم، لدينا تواصل معهما وهما ليسا ضد السلام، ولكن لديهما آراء ومواقف تعتبر إضافة حقيقية للسلام وللبلاد.
* البعض يتسأل عن المعوقات الحقيقية التي أخرت ملف الترتيبات الأمنية؟
هنالك عدة مواقيت، كان المفترض أن يبدأ التنفيذ بعد مرور سبعة أيام من اتفاق السلام، تنفيذ الترتيبات الأمنية خاصة فيما يتعلق بالترتيبات اللوجستية والمراجعة والفحص والتمويل وتحديد نقاط الارتكاز والتجميع، هي مجموعة أزمنة مقسمة على مصفوفة معينة.
* لكن حتى اللحظة لم تبدأ عملية الدمج والتسريح؟
حُدِّد لها مواقيت معينة في مصفوفة السلام ولكن حدث خلل.
* ما هي أسباب هذا الخلل؟
يتمثل في عدة أسباب، منها بعد حضورنا للخرطوم شرعنا في المواءمة ما بين اتفاقية السلام والوثيقة الدستورية، وهذا الأمر استغرق وقتاً طويلاً، بجانب النقاش حول تكوين هياكل الفترة الانتقالية استغرق وقتاً مثل تكوين المجلس السيادي ومجلس الوزراء ومجلس الشركاء، كلها استغرقت وقتاً طويلاً أيضاً، وكانت هنالك تحديات كبيرة واجهتنا مثل ترتيب عملية دعم اتفاقية السلام مادياً.
* ولماذا لم توفِ الدول التي وعدت بدعم ملف الترتيبات الأمنية حتى الآن؟
هنالك دول مثل السعودية والإمارات وقطر ومصر وتشاد وجنوب السودان وعدت بتقديم دعم لاتفاقية السلام ولكن لا توجد جهة قدمت دعماً على أرض الواقع، بند الترتيبات الأمنية يحتاج لأموال طائلة خاصة المسألة اللوجستية.
* وبكم تقدر الأموال المطلوبة لتنفيذ اتفاق سلام جوبا؟
لا تستطيع أن تحدد مبلغاً مالياً معيناً خاصة وأن الأمر مرتبط بعدة مسارات تحتاج تمويل سيما مسألة الدمج والتسريح للوصول إلى جيش الموحد.
* وما هي رؤيتكم لتوحيد الجيش؟
في ظل وجود أكثر من جيش في السودان، نسعى لبناء جيش واحد مهني لا يمثل قبيلة ولا يمثل فكرة آيديولوجية بل جيش مهني لكل السودانيين يحمي الدستور ويحمي البلاد.
* هناك تساؤل عن تأخر تسمية حاكم إقليم دارفور حتى الآن؟
هنالك تقسيم داخلي للمناصب داخل الجبهة الثورية، وإقليم دارفور من نصيب جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، ومناوي هو الأقرب للمنصب.
* ومتى يتم تنفيذ الحكم الإقليمي؟
بعد الانتهاء من مؤتمر الحكم الإقليمي الذي سيحدد العلاقات بين الإقليم والمركز ويحدد الاختصاصات.
* وهل لديكم رؤية محددة لانعقاد مؤتمر الحكم الإقليمي؟
رؤيتنا أن ينعقد مؤتمر الحكم الإقليمي بعد مرور ستة أشهر من توقيع اتفاق السلام، وتم تشكيل لجنة للترتيب للمؤتمر.
* وماذا عن تكوين المفوضيات؟
كُوِّن جزء منها، والمفوضيات مثل المجلس التشريعي تأخرت بسبب تداخل الأعمال، نلتمس العذر للتحالف في تكوين المجالس.
* كم عدد الولايات التي ستكون من نصيبكم؟
ولايتان، هما شمال وغرب دارفور ومنصب نائب الوالي في إحدى الولايات الخمس.