السودان: عوامل الفشل تحاصر الموسم الزراعي

تواجه الموسم الزراعي الصيفي بشقيه المروي والمطري تحديات كبيرة أبرزها مشاكل الري في القطاع المروي فيما تشكل الاسمدة والمبيدات اهم تحديات الموسم المطري وسط توقعات بمعدلات عالية للامطار ربما تصل في القضارف إلى 456 ملم وتتراوح معدلات الامطار المتوقعه في ولايات دارفور ما بين 400-450 ملم ومابين 700 إلى 750 ملم في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان.
الخرطوم: التغيير: الفاضل إبراهيم
وكانت اللجنة المشترك العليا لإنجاح الموسم الزراعي عقدت اجتماع مع المديرين العامين للزراعة في ولايات شمال وجنوب كردفان، النيل الأزرق، النيل الأبيض، القضارف، نهر النيل، الشمالية.
وكشف الإجتماع عن استهداف زراعة أكثر من مليون فدان بمحصول القطن في ولايات الجزيرة والقضارف والنيل الأزرق، فضلاً عن زيادة المساحات المزروعة بالذرة والفول السوداني وزهرة الشمس.
وشدد علي ضرورة توفير التمويل الرأسمالي والوقود بالكميات المطلوبة وعملية تأمين الموسم الزراعي في بعض الولايات بجانب توفر مدخلات الإنتاج من الأسمدة والمبيدات والتقاوى.
مهددات
يقول عضو سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل حسبو إبراهيم، ان الموسم الزراعي مهدد بأشياء كثيرة ابرزها تذبذب عمليات الري في معظم الأقسام التي تعاني من عجز في المياه والكراكات للنظافة.
واوضح حسبو في لـ (التغيير)، ان المياه وصلت متاخرة ولولا هطول الامطار في بعض الأقسام الاسبوع لماتت المحاصيل خاصة القطن والذرة والخضروات.
وأشار إلى أن التركيبة المحصولية حدث فيها خلل بسبب قانون ٢٠٠٥، وأصبح المزارع يزرع ما يشاء لكن هنالك حاليا ماهو اخطر من حرية الزراعة وهو بيع الحيازات.
ولفت إلى انتشار ظاهرة بيع الحيازات ببيع جزء من الحيازات في المشروع وهو مايعرف ببيع “الضرس”.
بيع الضرس
واوضح ان بيع (الضرس) يؤثر علي التركيبة المحصول ويساهم في تفتيت المشروع، كما أن الحيازات هذه لا يمكن تسجيلها لان كل حواشه لديها رقم واحد فقط لا يتجزأ وبالتالي لا يمكن للمشتري ان يسجل (الحواشة) مطلقا وهذا الامر سيخلق ايضا مشاكل إدارية في المشروع.
مشكلات الري
ويري دفع الله الكاهلي، وهو احد كبار المزارعين بالجزيرة بحسب لـ (التغيير)، ان مشكلة الري تعتبر اكبر مهدد للموسم الزراعي الصيفي منذ عامين لم تحل مشكلة الري والنظافة.
واشار الكاهلي إلى ان المشكلة متفاقمة بصورة اكبر في الأقسام الغربية من المناقل، وأن هنالك (٨) أقسام لاتوجد فيها آلية واحدة لنظافة الحشائش من القنوات الرئيسية والفرعية.
وكشف الكاهلي عن غرق مساحات واسعة من الأراضي بالقسم الغربي بالمناقل تمثل ٢٠% من المساحة المستهدفة غرقت نتيجة لكسور في القنوات، مثلا هنالك ميجور رئيسي في الماطوري تسبب في غرق ٥٦٠ فدان ولازال الغرق مستمر ويمكن ان يغرق ١٧٠٠ فدان، ولفت إلى ان مهندس الري المسؤول وصل الموقع لكنه قال انه لا يملك آليات للصيانة.
كارثة
ووصف الكاهلي الموسم بالكارثي وقال الري حاليا يعطل الموسم الصيفي وسيخرج مساحات كبيرة من الموسم الزراعي الشتوي نتيجة للغرق هناك مساحات كبيرة من المفترض ان تزرع شتويا لكنها غارقة ومن المعروف ان التحضير الشتوي يبدأ من شهر سبتمبر ومع استمرار العرق لن يتمكن المزارعين من اللحاق بالموسم.
احباط
يقول المزارع عثمان عبد الله، ان هنالك حالة من السخط والاستياء والغضب وسط المزارعين على الحكومة الانتقالية لفشلها الذريع في توفير مستلزمات الموسم الصيفي من أسمدة.
وأضاف هنالك تباطؤ وتلكؤ من الجهات المختصة في تمويل الموسم الزراعي ووعودهم المكذوبة أدخلت اليأس في نفوس المنتجين مشيرا إلى أنهم تقدموا بطلبات للتمويل منذ شهر ونيف الا ان وعود البنك الزراعي كانت سراب، واضاف سمعنا بأن سماد اليوريا في الميناء في انتظار الترحيل إلى المخازن.
وتابع السماد تأخر وفترة الوعود كانت كفيلة بوصوله ولو كان قادم على ظهر بغال أو حمير حسب تعبيره، ولفت إلى ان ما يجري في القطاع الزراعي يؤكد على عدم رغبة الحكومة في الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ضعف الكوادر
وذكر أحمد قسم البارئ لـ (التغيير)، إن المزارعون أبدوا أسفهم لتولي الكوادر الضعيفة ذات النظرة الضيقة مواقع عليا في مؤسسات الزراعة وطالبوا بإقالة وزير الزراعة ومدير البنك الزراعي ومحافظ مشروع الجزيرة لاخفاقهم في تحقيق نجاحات تذكر منذ توليهم مهام مؤسسات استراتيجية مرتبطة بالأمن الغذائي.
وأضاف ماذا يستفيد المزارع من تمويل في أغسطس، في عينة النترة التي تصاحبها الآفات وتهلك البذار وتقلل من فرص تأسيس المحاصيل الذي بدورة يقلل الإنتاج، والملاحظ لم نلمس اي جهود مبذولة لإسعاف الوضع الكارثي في الجزيرة.
نداء
من جانبهم أطلق مزارعون استطلعتهم (التغيير)، نداءات عاجلة لمجلسي الوزراء والسيادة للتدخل لتحريك عجلات الناقلات لإيصال الأسمدة من بورتسودان وقالوا ان الزراعة في حاجة ماسة لنظرة بعين الاعتبار وثورة تصحيحة لتعديل المسار.
وكشف محافظ مشروع الجزيرة عمر مرزوق، عن زراعة ٥٢٠، الف فدان من جملة المساحة المستهدفة والبالغة مليون فدان للعروة الصيفية تشمل القطن ، الذرة ،الفول السوداني، جناين.
واضاف ان المساحات المزروعة التي اكملت (الريه الاولي) بلغت ٥٠٢ آلاف و٩٠٠ فدان، (وريه ثانية) بلغت ٢٥ الف و٣٩٤ فدان (ورية ثالثة) مساحة ٨٥ الف و٤٦٥ فدان.
وأكد مرزوق، ان الايام المقبلة ستشهد توزيع سماد اليوريا علي اقسام المشروع الممولة من الحكومة خاصة بعد ان تم توزيع سماد الداب عليها.
واوضح محافظ مشروع الجزيرة ان الامطار التي هطلت مؤخرا ادت الي غرق في مساحة بلغت اكثر من ١٠ الاف فدان.
القطاع المطري
ووصف حسن زروق، وهو مزارع بالقضارف موسم الامطار بالجيد، ولكن هنالك غلاء في التحضيرات، وقال لـ (التغيير)، إن سعر برميل الجازولين قفز من العام الماضي من ١٤٠٠ الف جنيه إلى ٧٠ الف جنيه، فيما وصل جوال سماد اليوريا إلى ١٥ الف جنيه بعد ان كان ٤ الف فقط العام الماضي.
وأوضح إن تقاوي القطن تضاعفت من ١٠٠ الف العام الماضي، إلى ٦٠٠ الف جنيه، بإجمالي تكلفة تحضير ١٠ آلاف فدان في القطن وصلت ٥٠ مليون.