أعمدة ومقالات

الشيخوخة تحدٍ وإنجاز

د. عزيزة سليمان

البشرية تشهد تحولا ديمغرافيا كبيرا بحلول عام 2050 حيث ستزداد أعداد المسنين من 600 مليون نسمة إلى نحو بليوني نسمة ، وبانه يتوقع ان تتضاعف نسبة الاشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنه من 10 % إلى 21%.

وستكون هذه الزيادة الاكبر والاسرع فى البلدان النامية حيث يتوقع ان يتضاعف عدد كبار السن اربع مرات خلال فترة ال50 سنة المقبلة .الان بالعالم شخص واحد مسن في كل عشرة أشخاص و في عام 2050 سيكون مسن واحد لكل خمسة اشخاص و في عام 2150 سيكون مسن واحد كل ثلاثة أشخاص. وستكون هذه الزيادة الأكبر والأسرع في البلدان النامية حيث يتوقع أن يتضاعف عدد كبار السن أربع مرات خلال فترة الـ 50 سنة المقبلة.

وجدير بالذكر أن هذا العدد المتزايد من كبار السن على مدار السنين القادمة يحتاج لإعادة النظر فيما يتعلق برعايتهم الصحية.الشيخوخة في هذا القرن هي تحد وانجاز وهذا يدل على أن قدرا كبيرا من التقدم أحرز في العديد من الدول بتبني السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالشيخوخة ولكن لا يزال هناك الكثير من التحدي الذي يتعين القيام به.

ولا ينبغي النظر إلى شيخوخة السكان بأنها أزمة، ولكن كانجاز وتحد إذا قامت الحكومات بتطبيق السياسات اللازمة، يمكن أن تصبح فرصة اقتصادية واجتماعية ضخمة لصالح الجميع.شيخوخة السكان حالة عمرية متقدمة تبدأ من الإخصاب وتنتهي بالموت فهي مرحلة متأخرة من التطور البشري تنقص فيه القدرات الجسدية والفسيولوجية وتزيد فيه نسبة معدلات الاعتلال والوفيات.وهذه العملية جذبت انتباه كل المجتمعات لتحديد المهام الملحة لضمان توفير الرعاية الكافية الطبية الاجتماعية للمسنين من اجل المساهمة الفاعلة للمسنين في التنمية.

في الشيخوخة تنقص المقدرات الوظيفية وتزيد فيه نسبة حدوث المرض والموت ، تتدهور المقدرات الوظيفية وتبدو عليهم سمات المرض ومجموعة اخرى من الناس تحتفظ بقدراتها وحيويتها الى عمر اطول بكثير . يتقدم الناس فى العمر بأنماط مختلفة ولذلك المسنون فى إعمار متماثلة مختلفون فى قدراتهم البدنية والذهنية النفسية.

شيخوخة بسبب الاوضاع الاقتصادية والبيئية وأصبحت تشكل مشكلة كبرى فى العالم المتقدم والعالم النامي بعد ان ادت المدنية إلى انصراف الأبناء الى العمل وترك الاباء للوحشة والوحدة.

الشيخوخة المبنية على العلوم والمعرفة تحسن نوعية الحياة على أساس التعامل بمميزات وخصائص مجتمعاتنا  المستمدة من تاريخنا وتراثنا العريق.فمن واقع مجتمعاتنا برزت الحاجة الى صياغة سياسات واضحة وشاملة لرعاية كبار السن ترتكز فى منطلقاتها ومقوماتها على قيم واحتياجات مجتمعاتنا.

رعاية المسنين هى مسئولية مشتركة, بجانب الأسرة تتضافر جهود العاملين فى المجالات الاجتماعية ، التربوية ، الاقتصادية ، الثقافية والصحية باعتبارهم شركاء متضامنين لمواجهة الاحتياجات المختلفة للمسنين ولكن الاصالة الاسلامية باتت مهددة بسبب التحولات الحضارية والسكانية وما نتج عنها من آثار قد أدت الى تراجع فى القيم والأخلاق والتقاليد، أدى ذلك اضعاف مكانة المسن فى بلادنا وأصبحت شريحة المسنين تواجه الحياة بكل قسوتها وسطوتها، وبذلك أصبح رسم سياسات واضحة المعالم ضرورة ملحة.

إن قضية كبار السن هى قضية اجتماعية او قضية فئة عمرية ولذلك فلابد من التعامل مع كبار السن ورعايتهم ا والاحتفاء بهم هو من صلب القيم الانسانية .ان الجهود المتكاملة الحكومية والمجتمعية ستكون مطلوبة لمواجهة تحديات الرعاية الشاملة لكبار السن. إن الخدمات الاجتماعية والطبية ينبغي أن تكون متكاملة، حيث أنها لا تقل أهمية بالنسبة لكبار السن، ومن شأن ذلك أن يجعل الخدمة أكثر كفاءة وفعالية.

بدأ الغرب في تسخير التكنولوجيا لتعزيز الرعاية للمسنين بالمنتجات الاستهلاكية العالية التقنية مثل الأجهزة التي ترصد الصحة عن بعد, سمحت للسكان المسنين بأن يكونوا أكثر إنتاجية ووظيفية من أي وقت مضى.

أننا نتفق مع أن الزيادة في متوسط العمر المتوقع تحددها تنمية التعليم مدى الحياة، والتقدم في مجال الطب الحيوي، والتمديد السياسي الديمقراطي لهذه التطورات الاجتماعية، التي ضاعفت في بعض البلدان متوسط العمر المتوقع في أقل من قرن. من الانجازات السكانية بدأ النموذج الجديد للشيخوخة الناجحة، أو الشيخوخة الجيدة، في الثمانينات على أساس ضغط المراضة كمفهوم أساسي لتطوير هذا النموذج الجديد على النقيض من الفهم المشترك بأن طول العمر بالضرورة يزيد من الاعتلال ، منذ خمسينيات القرن الماضي في بلدان مختارة انخفض معدل الوفيات بعد سن الثمانين بشكل مطرد وهذا يرتبط بقوة بأفضل الممارسات السلوكية والصحية. ولذلك يمكن اعتبار الشيخوخة النشطة هدفا عالميا وكمفهوم سياسي.

وتحدد التقارير الوطنية عن الشيخوخة والصحة برنامجا للعمل من أجل تعزيز الصحة في مرحلة الشيخوخة لتحسين القدرات الوظيفية وسيعود ذلك الى نتائج اجتماعية واقتصادية قيمة تمكنهم في المشاركات المجتمعية .من التحديات المثيرة لمجتمعاتنا أن المسنين الذين يعانون من نقصان كبير

في القدرات الفسيولوجية والجسدية لا يتلقون الرعاية والدعم الكافي من الآخرين بما يتفق مع حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية. وفي حين لا تتوافر بيانات عن الحاجة والرعاية غير الملباة للرعاية الطويلة الأجل، تكشف البيانات على المستوى التي تحصلنا عليه من مسح أجريناه في ولاية الخرطوم عن وجود ثغرات كبيرة في توفير هذه الخدمات والوصول إليها في كل ولايات السودان . الشيخوخة في السودان تنمو واحتياجات كبار السن تنمو أيضا ولكن للأسف الحكومات والمساعدات الإنسانية قليلة بحيث لا تستطيع ان تلبي احتياجات كبار السن في الحالات العادية، وبالطبع في حالات الكوارث. ويواجه كبار السن الظلم في كثير من جوانب الحياة على سبيل المثال العرق, الأصل ,الجنس ,العمر والفقر والأمية وغيرها. كبار السن يمكن أن يتأثروا بشكل خاص من الكوارث. وتشمل عوامل الخطر التي تقلل من فرص الحصول على الاحتياجات الغذائية المرتبطة بالكبر الفسيولوجي, المرض,العجز، الإجهاد النفسي ,البرد والحرارة والفقر.يجب علينا أن نعترف بأن الاستثمار في الشباب اليوم هو أفضل وسيلة لتحسين حياة كبار السن في المستقبل. ولكن هذا يجب أن يكون جنبا إلى جنب مع العمل المرن، والتعلم مدى الحياة، وفرص إعادة التدريب لتمكين وتشجيع الأجيال الحالية من كبار السن في البقاء في سوق العمل.حان الوقت للاستثمار في كبار السن وبذا ينبغي لنا أن نشرك الجميع بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والأسر وكبار السن أنفسهم لتطوير ثقافة جديدة وهي اعتبار كبار السن أعضاء فاعلين في مجتمعهم و الاعتراف ومساهماتهم.التدريب والتعليم في قضايا الشيخوخة موصى به من قبل برنامج الصحة الوطني للمسنين في السودان لجميع مستويات المهنيين ومساعدي المهنيين في القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. التدريب عالي الجودة والتعليم يؤمن نظام تقديم خدمة أفضل. يواجه السودان نقصا في الكوادر المدربة على جميع المستويات الاجتماعية والصحية لكبار السن. من الأهمية بمكان إتاحة ممارسة متعددة التخصصات في مختلف جوانب الشيخوخة مثل علم الاجتماع وعلم النفس والتمريض والعمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية.لذلك فإن هذا الدليل هو جهد في تضييق الفجوة بين المعرفة العلمية والاستخدام العملي لها ، وسيوفر تدريبًا متقدمًا في الشيخوخة ، والكفاءة الثقافية ، والممارسة متعددة التخصصات للمهنيين بالإضافة إلى الأخصائيين الاجتماعيين.الأخصائيون الاجتماعيون هم من المهنيين الرئيسيين لكبار السن ، وبالتالي فإن اعتماد المنهج وتكييفه مع الأخصائيين الاجتماعيين له أهمية كبيرة. يدرك الأخصائيون الاجتماعيون الطبيعة متعددة التخصصات لعملهم ، ويفهمون أن فعاليتهم تتطلب معرفة كافية في الرعاية الاجتماعية الطبية.

نهج تدريب المدربين في تدريس علم الشيخوخة للمهنيين الطبيين وغير الطبيين والأخصائيين الاجتماعيين في المجتمع.يشكل العدد المتزايد لكبار السن في السودان تحديًا كبيرًا للأسر وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الصحة العقلية والعديد من مجموعات تقديم الرعاية الأخرى. باستخدام منهج لمبادرة الأخصائيين الاجتماعيين كإطار عمل ، يقوم هذا النص بتقييم السياسات والقضايا الهامة المتعلقة بكبار السن ، وتحديد كل من أوجه عدم المساواة المنهجية الشاملة التي تعمل حاليًا ضد كبار السن بالإضافة إلى المجالات المحددة التي تتطلب سياسات وتدخلات محدثة. وهو يدعو إلى الاهتمام الفعال بتنفيذ البحوث والسياسات والممارسات القائمة على العلم لتعزيز الصحة والرفاهية.

يواجه السودان نقصا في الكوادر البشرية المدربة على كافة المستويات الاجتماعية والصحية لكبار السن. من المهم للغاية توفير ممارسة متعددة التخصصات في مختلف جوانب الشيخوخة مثل الطب وعلم الاجتماع وعلم النفس والتمريض والعمل الاجتماعي والرعاية. وضع سياسات لتضييق الفجوة بين المعرفة العلمية واستخدامها العملي ، وسيوفر التدريبً كفاءة المعلومات والممارسة متعددة التخصصات للمهنيين وكذلك الأخصائيين الاجتماعيين.الأخصائيون الاجتماعيون هم المهنيين الأساسيين لكبار السن ، وبالتالي فإن اعتماد المناهج وتكييفها مع الأخصائيين الاجتماعيين له أهمية كبيرة. يدرك الأخصائيون الاجتماعيون الطبيعة المتعددة التخصصات لعملهم ، ويدركون أن فعاليتهم تتطلب معرفة كافية.نظام توصيل الخدمة. يواجه السودان نقصًا في الفرق المدربة لتنظيم البرامج التعليمية لكبار السن والتي يجب أن توصي بالتدريب والتعليم في قضايا الشيخوخة على جميع مستويات المهنيين والمساعدين المهنيين في القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. يضمن التدريب والتعليم الجيد كوادر بشرية أفضل على جميع المستويات الاجتماعية والصحية لكبار السن. من المهم للغاية توفير ممارسة متعددة التخصصات في مختلف جوانب الشيخوخة مثل الصحة وعلم الاجتماع وعلم النفس والتمريض والعمل والاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى