
نعى الناعي مساء أمس السبت، الشاعر والكاتب المسرحي والإذاعي السوداني المعروف خطاب حسن أحمد بعد حياة مليئة بالإبداع.
التغيير- عبد الله برير
ارتحل عن الحياة الدنيا أمس السبت، الشاعر والكاتب المسرحي والإذاعي السوداني المعروف خطاب حسن أحمد.
وهو شاعر تغنى له عظماء المطربين السودانيين بأعمال شكلّت وجدان الشعب السودان ولامست القلوب.
شعر ودراما
صدح بأغنيات الراحل، الفنان أبو عركي البخيت «صاحبة في الزمن الصعب»، والفنان الراحل مصطفى سيد أحمد الذي غني له «البت الحديقة» و«الوجد الملح»، كما تعاون مع الفنان الهادي حامد في أعمال أبرزها «يا زهرة».
وفي مجال التمثيل برز الراحل بأدائه الرائع في فيلم «حبل» لإبراهيم شداد، حيث اشترك مع الممثل محمد عبد الرحيم قرني في البطولة.
وارتبط خطاب بالتمثيل والإخراج الدرامي للاذاعة والمسرح حتى غادر السودان إلى القاهرة.
ويعتبر الراحل من مؤسسي الإذاعة السودانية المعارضة في إريتريا وظل يؤدي دوره النضالي من اسمرا ومنها ارتحل للقاهرة.
وفي مصر أسهم مع يحيي فضل الله وأحمد البكري في أعمال مسرحية كانت تعرض بمركز الثقافات في مدينة نصر ونادي الجزيرة ومواقع أخرى.
والراحل من رواد مهرجان الثقافات الأول والذي كان ومضة ضوء لفتت نظر المصريين لأول مرة للابداع السوداني ووجدت التظاهرة اهتماماً مميزاً في الإعلام المصري.
شرع الراحل خطاب في محاولات لتحويل بعض أعمال الراحل مصطفى سيد أحمد الغنائية إلى عمل درامي وكانت «الضو وجهجهة التساب» للشاعر محمد الحسن سالم حميد من ضمن الأعمال التي خطط لتحويلها إلى المسرح غير أنه لم يتمكن من إكمال المشروع.
نبل وتواصل
ونعى وزير الثقافة والإعلام حمزة بلول، والوكلاء والعاملون بالوزارة ووحداتها، الراحل خطاب الذي انتقل إلى جوار ربه مساء أمس بمدينة كسلا، التي ذهب إليها مشاركاً في أمسية ثقافية داعماً لمنابر شرف الكلمة والحرية.
وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن الراحل يُعد أحد مبدعي ثمانيات القرن الماضي من خريجي معهد الموسيقي والمسرح.
وأضافت: «قدّم نفسه لجمهور المسرح من خلال عرض مسرحية التحدي على خشبة المسرح القومّي إبان الديمقراطية الثانية، والتحق بالإذاعة السودانية كاتباً ومخرجاً ومُعداً للبرامج الثقافية والدرامية».
وتابعت: «تميز خطاب حسن أحمد بين مبدعي جيله بالمثابرة والأعمال ذات المضمون الثر».
وقال بيان النعي: «بعد انقلاب الإنقاذ في العام 1989م، كان خطاب حسن أحمد في مقدمة ضحايا مجزرة الصالح العام، فهاجر للقاهرة ثم الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه ظل رغم بعد المسافات الجغرافية متواصلاً مع الشأن الثقافي».
وأشار إلى أنه تعاون مع مجموعة من أهل الغناء في مقدمتهم الموسيقار أبو عركي البخيت «صاحبة في الزمن الصعب» والفنان مصطفى سيد أحمد «البت الحديقة» وآخر أعماله مع الفنان الهادي الجبل «زهرة.. ولحظة في ذات ضحى» ومجموعة من المبدعين الشباب.
وأكد أن الراحل تميز بنبله وقدرته على التواصل مع مختلف الأجيال وكانت آخر مشاركاته العمل ضمن لجنة تأبين الشاعر الراحل محمد طه القدال.
الجميل الحميم
ونعى أصدقاء خطاب من الشعراء والمسرحيين، الراحل، معددين مآثره ومشيدين بمعينه الإبداعي.
وكتب الشاعر عبد القادر الكتيابي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «لا نقول إلا ما يرضي ربَّنا إنّا لله وإنّآ إلَيهِ رَاجعون».
وأضاف: «اللهمّ ارحم أخانا الشاعر الصديق خطاب حسن أحمد واغفر له واعفُ عنه إنّك أنتَ العفوُّ الكريم».
أما رفيق دربه في المسرح والشعر قاسم أبو زيد فقال عن رحيل خطاب: «إنا لله وإنا إليه راجعون الجميل الحميم الشاعر والمخرج خطاب حسن أحمد يغيبه الموت عنا له الرحمة والمغفرة والبركة في ابنتيه».