أخبارأعمدة ومقالات

أزمة المناخ في مؤتمر غلاسكو

أزمة المناخ في مؤتمر غلاسكو

* د. عزيزة سليمان علي

مؤتمر غلاسكو كوب 26

تحذير مباشر  ينطلق في غلاسكو بعد قمة روما لمجموعة العشرين، قبل كارثة  قد تحل على كوكبنا.

أزمة المناخ، قضية رئيسية وعاجلة  في عالمنا اليوم حيث انطلقت قمة مجموعة العشرين، التي لم تخرج بحلول واضحة، حيث كانت هناك خلافات بشأن تعهدات جديدة لحماية المناخ.

قمة غلاسكو بعد تأجيلها السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، يتمثل في تباحث السبل لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 نقطة مئوية أي ما قبل مستويات التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه يجنب الأرض دماراً واسعاً ومؤكدا ً. هذا الهدف اتُفق عليه في باريس عام 2015م، والمرجو الآن تكثيف المساعي السياسية والدبلوماسية الحثيثة.

تعتبر التنمية المستدامة والتأقلم مع التغيرات المناخية من خلال اعتماد تدابير التدخل الأكثر فعالية اقتصادياً وإجتماعيا وبيئياً، مع إيلاء اهتمام خاص بحماية الموارد الطبيعية.

التعاون الدولي ضروري لحماية المناخ، بيد أن الخلافات ما زالت مستمرة حول توزيع العمل وحصد النتائج في المشاريع المناخية العالمية، وهذا الخلاف شكّل قضية ساخنة للنقاش في مؤتمر المناخ في غلاسكو.

سيحتل تغير المناخ مركزاً محورياً ضمن أهداف التنمية المستدامة، مع سعي المجتمع الدولي إلى التوصل لاتفاق جديد بشأن المناخ في باريس شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015م.

تؤثر التغيرات المناخية في قطاعات لها أهمية حيوية بالنسبة للفقراء، من قبيل المياه، والزراعة، والتغيرات في درجات الحرارة التي تؤثر على المحاصيل والجفاف والفقراء الذين يعتمدون أكثر في سبل عيشهم على الطبيعة هم أشد تأثراً بهذه التغيرات.

الحاجة المستمرة للتخفيف من آثار التغير في المناخ ومنذ نشأتها، سعت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ  كهدف لها، إلى  تثبيت تركّزات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستوى من شأنه أن يحول دون حدوث تدخل بشري خطر في المنظومة المناخية العالمية.

ويدلل هذا الهدف على التركيز الأساسي على التخفيف من آثار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لتجنب تخفيف الاحتباس الحراري الأكثر حدة.

وقد تم تشجيع جميع البلدان على اعتبار هذا العمل هدفاً مشتركاً تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، والتي تُرجمت من خلال مبدأ “المسؤوليات المشتركة ولكن المتمايزة”.

والآن وبعد خمسة عشر عاماً من المفاوضات الأولية بشأن هذه الاتفاقية، تبين السجلات العلمية عدم وجود انخفاض يعتد به في معدل نمو الانبعاثات أو انخفاض في معدل زيادة تركزات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

اتجاهات تركزات وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. يجب الاستمرار في التركيز على التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويؤكد التحليل الحالي للنتائج التي تم التوصل إليها في السابق أنه لا توجد عصا سحرية أو جهد منفرد يمكن أن يؤدي إلى ترويض شراسة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً.

وتبين بعض التنبؤات الحديثة أنه من خلال مجموعة من سبع خطوات محددة، من الممكن تثبيت وتخفيض الانبعاثات المستقبلية لغازات الاحتباس الحراري.

وتتضمن هذه الخطوات محاولات منسقة تستهدف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال اعتماد سياسات وإجراءات زيادة استخدام الأجهزة المتسمة بقلة استهلاك الطاقة، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة في النشاط الصناعي، وزيادة متري طن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالمليون.. تركزات الغلاف الجوي الانبعاثات الاصطناعية.. تركزات ثاني أكسيد الكربون المصدر: مختبر أوك ريدج الوطني، مركز تحليل المعلومات المتعلقة بثاني أكسيد الكربون استخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة المركبات الآلية، وزيادة استخدام الطاقة النووية، وزيادة كفاءة استخدام، ومن الممكن حل مشكلة الاحتباس الحراري من خلال جهود منسقة الوقود الأحفوري، والتقاط وتخزين الكربون. تنتهج مزيجاً من هذه الخيارات، ولا تتجاهل أياً منها. وإيجاد الحل لا يتطلب فقط التزاماً سياسياً جاداً، ولكن أيضاً زيادة الاعتماد على تكنولوجيات الطاقة الحديثة.

إن الخطر والتحدي الرئيسي الذي يؤثر على أشد الناس فقراً يتطلب إشراكهم في حل ما هو في نهاية المطاف مشكل عالمي.

ما بعد خطة التنمية 2015م، كان الكثيرون  يحافظون على تفاؤلهم بخصوص تعزيز البعد الإجتماعي للتنمية المستدامة. الكثير من الناس الذين ظلوا إلى الآن غير مهتمين بالتنمية الإجتماعية بسبب تغير المناخ أصبحوا اليوم معنيين بالتنمية. لأننا إذا ما أردنا أن نتحرك قدماً نحو تلك المسارات القادرة على التكيف مع المناخ، فعلينا إشراك الاقتصادات النامية، حتى نتمكن من تنمية وتطوير وتقليص الفقر بطريقة مختلفة عما كان يقوم به العالم حتى الآن.

* باحثة في علوم البيئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى