أخبارأعمدة ومقالات

فك حصار البرهان

أمل محمد الحسن

فك حصار البرهان

أمل محمد الحسن

القمع المفرط الذي تواجه به قوات السلطة الانقلابية الشعب الأعزل هو كل ما يملكه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان من خطط لمجابهة الموقف الذي وضع نفسه فيه بانقلابه على الشرعية الدستورية في البلاد، وربما يمني نفسه بأن يخرج الثوار عن سلميتهم ويبادلوا قواته ضرباً وقتلاً وحرقاً لسياراتهم ومراكزهم الشرطية حتى يتمكن من أن يعتدل في جلسته ويدافع عن الوحشية التي يقابل بها الاحتجاجات الرافضة لبقائه في السلطة.

قائدا الجيش والدعم السريع لديهما مصالح، وعلاقات إقليمية، يسعيان للحفاظ عليها ولا يدخران قوة في هذا السبيل، من جهة أخرى لدى الرجلين ربما مخاوف من التصاق تهم فض اعتصام القيادة العامة، أو جرائم قديمة من مجازر دارفور، فليس من المنطق والحكمة زيادة الحصار عليهما بينما يملكان السلاح وتأتمر بأوامرهما قوات الجيش والدعم السريع وتنحاز إليهما بصورة قاطعة الحركات المسلحة؛ بل الأوفق أن يتم منحهما حبلاً للخروج من عنق الأزمة الحالية مقابل اطلاق سراح الوطن من الارتهان لحكم القوات العسكرية.

البسالة والشجاعة الكبيرة التي يُظهرها أبناء وبنات الشعب السوداني تؤكد انتصارهم عُزلاً أمام أسلحة الطغاة، لكن أي ساعة تأخير في الاصطلاح على إدارة الوضع الراهن بين المدنيين والعسكريين؛ تحمل معها نعوش صغار في مقتبل سني العمر يحلمون بالمدنية والديمقراطية والحياة الكريمة، يستحقون أن يكونوا هنا ليشهدوا التغيير المرتجى، ويحتاجهم الوطن أيادٍ تبني وتعمل لا جثامين توارى الثرى.

بعد مغادرة رئيس الوزراء للمشهد المحتقن؛ وجب على القوى السياسية عدم تبني شعارات الشارع الرافضة للتفاوض فقط، وأن تسعى لإيجاد صيغة سياسية جديدة تضع البلاد على مدخل باب التغيير الحقيقي، فأي تطور سالب للأوضاع سيجلب خراباً ودماراً للبلاد لن ينتهي إلا بالقضاء على معظم مظاهر الحياة فيها ويتركها خراباً وركاماً حيث لا ينفع ندم ولا عويل!

كان على رئيس الوزراء أن يبتدر هذا المشوار بحديث مباشر للشعب السوداني فور توقيعه للاتفاق الثنائي مع البرهان، يتحدث فيه بشفافية يدين الانقلاب ويخبر الناس عن كواليس النقاش حول الاتفاق ويبرر ما فعل ويطالب القوى السياسية بالالتفاف حوله فوراً لوضع خطة تخرج البلاد من فك أطماع المحاور!

الراجح ألّا مستفيد من هذه الصراعات سوى دول إقليمية تريد البلاد في حالة فوضى وتسيطر هي على خيوط اللعبة تحرِّك الشخوص مثل مسارح عبثية ليس فيها ما يسر أو يضحك!

والتعويل على المؤسسة العسكرية وانحيازها أمر سيطول انتظاره ولا يأتي! لا توجد مؤسسة عسكرية واحدة، بعقيدة موحدة هي الوطن أولاً! هناك أنصار الكيزان وأنصار البرهان وأتباع حميدتي ومن يتبعون الأوامر فقط، ومن وقعوا في فجوات ثنائية المدنيين والعسكريين، هناك قوات تتبع للحركات وقوات في الظلال لا يعلمها الشعب السوداني، هناك سلاح في أيادي القبائل وآخر في يد اللصوص والزي العسكري في سوق الله أكبر!

الحكمة هي ما تحتاجه البلاد والصبر الكثير، حكمة وصبر أبونا سمل الذي قدم دم ابنه قرباناً للعسكر مقابل توقف القتل والتنكيل بالشباب.

الوقفة الدولية الجادة لدعم التحول الديمقراطي أمر مبشِّر، يؤكد أن الثورة السودانية أثرت في العالم، واصرار الشعب السوداني على التحول المدني الديمقراطي أجبر العالم على مساندته؛ لكن العالم لن يدير الأوضاع على الأرض، هو معين لكنه لا يملك أكثر من الحديث، نحن أبناء وبنات هذا الشعب ببزات عسكرية أو مدنية وحدنا نملك القدرة على تغيير الأوضاع، وأي انفلات في المشهد الخطير المحتقن الذي تعيشه بلادنا سيجردنا من وطننا وسودانيتنا.

نحتاج أن نبني هذي البلاد؛ ونحن نسعى لفعل ذلك يجب ألّا ننسى أن كل الخراب الذي نراه الآن في البلاد هو من عمل النظام البائد؛ هم من خربوا الخدمة المدنية وباعوا المشاريع القومية هم من أوجدوا قوات موازية للجيش ومنحوها خيرات البلاد دون سؤال ولا عقاب هم من غيروا في عقيدة الجيش وهم من أضروا بالأحزاب وحاصروها ومنعوها العمل واخترقوها واعتقلوا قياداتها. مشوارنا لإصلاح هذا الخراب طويل يجب ألّا نتأخر في بدايته.

‫2 تعليقات

  1. يا مجلس الانقلاب لو انتو خايفين على البلد دي أسمعوا كلام الشعب وابتعدو عن السلطة .. لكن انتو همكم تغطية الفساد بتاعكم عشان ما ينكشف للناس عشان كده مكنكشين في السلطة بالأنياب والنواجز .. انتو الخطر الحقيقي البهدد السودان الآن .. أنتم لا تصلحون لحكم السودان .. نابليون قال العسكري شخص فاشل في حياته المدنية وعايز يعوض الفشل ده في الحياة العسكرية بالضبط والربط وانتو حتى في الضبط والربط فاشلين بدليل جرائم القتل التي تمارس ضد الثوار .. انتو ما ناجحين الا في الفساد والنهب .
    انتو مفتكرين يا مجلس الانقلاب بعد ما البلد تتخلص من الديون تجو تستلموها انتو عشان تنهبوها تاني وتطالب بديون بمليارات مرة تانية .. غباوة وتخلف وانتهازية وفساد بلا حدود .. أفهمو كويس يا مجلس الانقلاب انتو ما عندكم قوة .. الخرطوم مدينة صغيرة ومزدحمة ولو انفلتت الأمور و حصلت مواجهات مسلحة في الخرطوم انتو أول ناس حاتموت وما حايفيدكم الحرس بتاعكم بأي حاجة ..
    أعضاء مجلس السيادة المفبرك الذين يرون الجرائم التي ترتكب بحق الشعب ويسكتون عليها هم أشخاص لا يعرفون العدل ولا يؤمنون بالحرية ولا يسعون للسلام وبالتالي لا يصلحون للسلطة .. مجلس السيادة هذا لا يشرف أي مواطن سوداني .. نحنا ما عايزين مجلس سيادة أساسا .. أربعطاشر نفر وكل واحد عنده خدم وحشم وحراس وكله من مال الشعب المنهوب عشان يوقعوا على قرار في السنة مرة ؟؟ نحنا عايزين حكومة بس تسير أمور البلد .. بحكومة بدون مجلس سيادة ممكن البلد تمشي لقدام لكن ما ممكن مجلس سيادة وكمان انقلابي وبدون حكومة وعايز البلد تمشي ..
    يا مجلس الانقلاب انتو عاوزين الشعب يقول ليكم تمام يا سيادتك أوامرك تتنفذ ؟ ده ما بحصل في دولة مدنية متحضرة .. تمام يا سيادتك يقولها ليك عسكري زيك رتبته أقل منك لكن ما يقولها ليك مواطن مدني .. من حق الشعب انو يرفضكم يا عسكر ومفروض انكم تنفذوا أوامر الشعب .. الشعب هو الدولة وهو صانع الاقتصاد وهو الذي يضع القوانين لتحميه وتنظم حياته وهو الذي يهب السلطة وانتم يا عسكر لستم سوى مؤسسة واحدة من عشرات المؤسسات التي مفروض تخدم الشعب والدولة وليس أن تسيطروا على الدولة وسياستها واقتصادها وتعتدوا على شعبها .. لا يوجد قانون في العالم يعطي العسكر الحق في السيطرة أبدا ..
    العسكر لا يحمي الديموقراطية .. الديموقراطية لا يصنعها قتل الثوار في الشوارع .. العسكر هم الاستبداد والدكتاتورية وعشان تتحقق الديموقراطية لازم يكون العسكر تحت اشراف المدنيين .. أسوأ انظمة الدكتاتورية والاستبداد هما نظام الحكم العسكري ونظام الحكم الديني والنظامين ديل حكمونا ثلاثين سنة تدمر خلالها السودان وتعذب الشعب السوداني والثورة قضت على النظامين والردة مستحيلة .. المفروض يكون العسكر فاهمين الحقائق دي ويكونوا درسوها في الكلية العسكرية لكن الظاهر انتو جابوكم من الخلا وركبوا ليكم دبابير كشب ساكت

  2. هؤلاء الانقلابيون يختلفون عن الفريق عبود وأعضاء مجلسه الذين أدركوا شعور الشعب سنة ١٩٦٤ فقبلوا انتصار ثورة اكتوبر. البرهان وحلفاؤه لن يتصرفوا بهذه الطريقة بل سيقتلون ويقتلون ويقتلون.
    من الضروري ابتداع الية لازاحتهم لذلك لا ينبغي رفض وساطة الوسطاء مثل الامم المتحدة.
    لا يواجه الثوار الجيش السوداني بل يواجهون معظم الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع وهؤلاء يختلفون عن الفريق عبود وأعضاء مجلسه.
    في العمارات الكبري دائما “مخرج الطوارىء ” علينا ان نجد مخرجا كهذا يتيح تسليم السلطة لحكومة مدنية وذهاب الجيش للثكنات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى