وزارة خارجية الانقلاب تنفي معرفتها بتفاصيل زيارة وفد إسرائيلي للسودان

هبطت في الخرطوم ظهر اليوم الأربعاء طائرة إسرائيلية خاصة، تحمل وفدا أمنيا، توقفت في مطار شرم الشيخ المصري، قبل أن تواصل طريقها للعاصمة السودانية.
الخرطوم : التغيير: سارة تاج السر
فيما أكد مسؤول رفيع بوزارة الخارجية، أن الأخيرة، ليست طرفا في الزيارة، وان مسؤولوها علموا بوصول الوفد الإسرائيلي للبلاد من مواقع التواصل الاجتماعي الأشهر (واتساب).
وأشار المصدر المسؤول لـ(التغيير)، ان السلطات العسكرية والامنية هى الجهة الملمة بتفاصيل الزيارة .
وقال مراسل الهيئة الإسرائيلية للشؤون السياسية “شمعون أران”، إنّ مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لم يؤكد الخبر أو ينفه، كما لم يدل المجلس العسكري باي تصريحات تعقيبًا على خبر الزيارة.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الطائرة التي تحمل الرقم GLF3، وصلت الخرطوم في زيارة “خاطفة” وسط حالة التوتر السياسي التي تعيشها البلاد، وقالت هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي، إن برنامج الزيارة وأهدافها غير معروفين وذكرت ان نفس الطائرة قد زارت كمبالا واديس أبابا هذا الأسبوع.
ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، معلومات عن مسار الطائرة التي هبطت في شرم الشيخ، قبل أن تتابع رحلتها إلى السودان، وذكرت أنّ الوفد يشمل مسؤولين أمنيين، وسيلتقي أعضاؤه رئيس المجلس السيادي الانقلابي عبد الفتاح البرهان، بحسب ما نقلت الهيئة.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها بعد زيارة سابقة أجرتها بعثة سرية إسرائيلية إلى السودان بعد الانقلاب العسكري في 25 اكتوبر، في شهر نوفمبر من عام 2021.
حيث كشفت صحيفة “والا”، العبرية وقتها، أن وفدا إسرائيليا ضم عناصر من جهاز الاستخبارات “الموساد” زار العاصمة الخرطوم الأسبوع سرا، بعد أن أعلن الجيش استيلاءه على السلطة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، أن الوفد الذي ضم ممثلين عن الموساد، التقى مع مسؤولين في الجيش السوداني، “لتكوين انطباع عن الوضع الداخلي في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع في البلاد الأسبوع الماضي”.
وأكد دبلوماسي غربي للصحيفة، أن أحد الأشخاص الذين التقى بهم الوفد الإسرائيلي هو محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، وهو نائب رئيس مجلس السيادة قبل حله، وقائد قوات الدعم السريع.
كما ذكرت “والا” أن حميدتي كان قد زار إسرائيل مع وفد عسكري سوداني، قبل أسابيع قليلة من استيلاء الجيش على السلطة، والتقى بكبار أعضاء هيئة أركان الأمن القومي ومسؤولين آخرين في مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن ممثلي الوفد العسكري “راجعوا الأجندة السياسية في بلادهم، لكنهم لم يتطرقوا إلى نواياهم بشأن الانقلاب”.
تطورات الوضع
وتراقب إسرائيل تطورات الوضع في السودان، دون أن تُعلّق عليها بشكل رسمي، وسط تساؤلات عن مصير التطبيع بين البلدين.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، أن المسؤولين في إسرائيل أجروا “عدة مشاورات بشأن الانقلاب في السودان”.
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإنه “من المرجح أن تؤدي التحركات الأخيرة في السودان إلى تأخير انضمام السودان الرسمي إلى اتفاقات إبراهيم”، بحسب ما نقلت “كان 11″ عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية وصفتها بـ”المطلعة”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قد اعتبرت،، أنه “بينما كان هدف الجيش السوداني عند توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل هو إزالة العقوبات الأميركية (المفروضة على الخرطوم)، فمن المرجح أن يؤدي الانقلاب الأخير إلى عودة هذه العقوبات وتأجيل الاتفاقية أو التخلي عنها تمامًا”.
وأشارت إلى “عواقب وخيمة” محتملة للانقلاب العسكري في السودان على مستقبل مسار التطبيع الذي يتخذونه العسكر في الخرطوم. مشددة على أن الجناح العسكري في السودان، هو أكثر تأييدا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، من الجناح المدني.
وذكرت أنه “بينما دعم الجانب العسكري للقيادة، التطبيع، بسبب الوعود الأميركية بإلغاء العقوبات القاسية المفروضة على السودان في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، كانت الكتلة المدنية للقيادة أقل حماسًا لهذه الخطوة.