أخبارتقارير وتحقيقات

العقاب البدني لتلاميذ المدارس يثير جدلاً في السودان

 

ظلت مسألة العقاب البدني لتلاميذ وتلميذات المدارس مثار جدل كبير في أوساط المجتمع السوداني.

التغيير  ــ عبدالله برير

ويدافع غالبية المعلمين عن العقاب الجسدي مستندين على أنه من أنجع الوسائل لتقويم سلوك الطالب.

وتعارض بعض الأسر السودانية جلد الأطفال في المدارس خوفا من التأثيرات النفسية الآنية والمستقبلية.

ومؤخرا طفت على السطح إشكالات في بعض المدارس السودانية ووصل الأمر إلي طرد بعض التلاميذ في مدارس تؤيد سلوك المعلم في وقت فصلت فيه مؤسسات تعليمية بعض المدرسين الذين ثبت عقابهم للتلاميذ بدنيا.

وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بنقاشات في الآونة الأخيرة حول جدوى العقاب من عدمه.

قانون الطفل

وتنص  المادة التاسعة والعشرين من قانون حماية الأسرة و الطفل السوداني للعام ٢٠١٠  على أنه  لا يجوز توقيع أربعة جزاءات  على الأطفال بالمدارس وعلى رأسها هو العقوبات القاسية.

كما يمنع القانون التوبيخ بالألفاظ المهينة للكرامة ، والحرمان من حضور الحصة ما لم يتسبب حضور الطالب فى عرقلة سير الدراسة.

ولا يجوز بحسب القانون طرد الطالب من المدرسة أثناء سير الدراسة.

الاختصاصي النفسي سحر الملك ترى أن  مبادئ التربية حول العالم تعتبر أن العقاب الجسدي غير قانونى ولا يؤدى إلى تعلمّ أفضل.

و أضافت: أما الاثار المترتبة على العقاب الجسدي (البدنى) عند التلاميذ تشمل شتى المجالات منها المجال السلوكى و يتمثل فى عدم القدرة على التركيز و تشتت الانتباه، وعدم المبالاة.

وتابعت سحر: أما المجال الاجتماعى يتمثل فى العدوانية اتجاه الآخرين، وعدم المشاركة فى نشاطات جماعية،و انخفاض الثقة بالنفس اجتماعيا، التوتر الدائم.

ونوهت سحر الملك إلى أن العقاب البدني يؤثر بصورة  مباشرة على الاكاديميات، وقالت: أما المجال التعليمى يتمثل فى هبوط فى التحصيل الأكاديمي والتدريب المدرسى، والتأخر عن المدرسة و الغيابات متكررة.

وكشفت الملك أن العقاب البدنى من حيث المبدأ كأسلوب تربوى مرفوض (رفضاً قاطعاً) مهما كانت الدواعى لاستخدامه أو ضرورته.لأن هذا النوع من العقاب قد أثبت فشله تماماً، فى معالجة الكثير من المواقف السلوكية غير السوية.

آثار سلبية

ورأت مها ميرغني، وهي ربة منزل، أن العقاب البدني له آثار سلبية وربما نتتج عنه رواسب نفسية تظل عالقة بذهن التلميذ.

واضافت مها أن التوبيخ اللفظي يولد شخصية مهزوزة وقد يتسبب فى كره المدرسة أو المعلم أو المادة.

وقالت ميرغني إن  المعلم يفترض أن يكون أباً  أو أما حنون و يعامل طلابه كاولاده ويغرس فيهم القيم والمباديء لانه يحمل رسالة انسانية وتربوية مسؤول عنها أمام الله و أن  يراعي لذلك دون النظر للمقابل المادي.

ويعتقد الاستاذ محمد الفاتح، وهو مدرس بمدرسة خاصة، أن العقاب البدني له فوائد على التلميذ.

وكشف الفاتح أن بعض الطلاب يتعمدون الإهمال في الدروس وفي السلوك ولا سبيل لتقويمهم سوى العقاب .

و أضاف محمد: الطفل غير مدرك لمصلحته في هذه السن وعلى المعلم ألا يضرب الطالب ضربا مبرحا ويجب أن يكون العقاب معقولا غير مؤذ وألا يقصد منه التشفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى