
أثار استبعاد السودان، ضمن دول أخرى، من مهرجان الموسيقى العربية، ردود فعل واسعة، واتهامات بـ«عنصرية مبطنة».
الخرطوم: عبد الله برير
قوبل تصريح الموسيقار المصري حلمي بكر حول عدم مشاركة السودان في مهرجان الموسيقى العربية، بالكثير من الجدل كبير وردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اقتصار المشاركة على دول معينة ليس من بينها السودان.
واعتبر البعض أن تصريحات بكر تنطوي على نوع من العنصرية المبطّنة، في وقت رأى فيه آخرون أن حديث عضو المهرجان صحيح.
وقوبل حلمي بموجة غضب عارمة في ظل غياب بعض ألوان الغناء، على شاكلة الغناء السوداني لسنوات طويلة عن مهرجان الموسيقى العربية.

هوية المهرجان
بكر قال في حوار مع مجلة «الشروق»: «السودان وشعبها “على عينى وراسي” ولكن وفقاً للضوابط التي نعمل بها، فمن الصعب الاستعانة بالمطربين السودانيين، لأنهم يعتمدون على السلم الخماسي، وهو ما يخالف هوية مهرجان الموسيقى العربية ومقاماته والسلم الخاص به».
وأضاف: «ومع هذا قدّمنا من قبل حفلات لعدد من المطربين السودانيين، لكن صعب أن أستعين بهم طوال الوقت لأن المهرجان له هوية مختلفة، فنحن ليس لدينا أي موقف من أحد، ولكن المهرجان يهتم بنوعية محددة للغناء، ويحمل اسماً واضحاً وهو “الموسيقى العربية” المختلفة تماماً عن الموسيقى السودانية، ومختلفة أيضاً عن موسيقى أخرى منتشرة في الوطن العربي، ولها جمهورها، مثل الراب مثلاً، لكنه بعيد عنا، ولا علاقة له بالمهرجان».
وترتّب دار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية لإقامة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته الـ31، ابتداءً من يوم 20 من شهر أكتوبر الحالي وحتى الثاني من شهر نوفمبر.
ومن المقرّر أن تشهد فعاليات المهرجان عدداً كبيراً من الحفلات الموسيقية والغنائية لكبار المطربين والمطربات المصريين والعرب.
انتقاد من الداخل
تصريحات العضو الدائم بالمهرجان أثارت الجدل داخل مصر أيضاً حيث رأى الصحفي المصري مصطفى حمزة أن حديث بكر حول صعوبة تواجد المطربين السودانيين بسبب مخالفة السلم الخماسي لهوية المهرجان هو حق يراد به باطل قبيح- بحسب حديث حمزة.
وأضاف الصحفي المصري: «أولاً الفنان الكبير محمد منير سيغني بالمهرجان، وموسيقى أغلب أعماله بالسلم الخماسي».
وتابع: «ثانياً الفنان السوداني الراحل د. عثمان مصطفى، كان عضواً بارزاً في مؤتمر مهرجانكم الموقر، وطرح وناقش أبحاث ودراسات حتى عن أغاني الحقيبة بالسودان».
واتهم حمزة إدارة المهرجان بالكسل، وقال: «الملحن حلمي بكر وأعضاء اللجنة الموقرين، يبدو أنهم لم يتابعوا الموسيقى والغناء في السودان، بدليل ان الفنان محمد الأمين “كرِّم في الدورة السابقة بعد تجاهل 29 دورة ويقدّم أغاني بالسلم السباعي».
وأضاف: «هنالك أيضا الفنان الكبير أبو عركي البخيت، المبدع الراحل عبد الكريم الكابلي، الفنان عبد القادر سالم».
اتخاذ موقف
وفي حديثه لـ«التغيير» رأى الفنان والملحن السوداني كمال الشادي أن حديث بكر صحيح جزئياً.
وقال: «رأي حلمي صحيح رغم وجود مناطق في السودان تغني بسلالم سباعية ولكن كان يجب عليه أن يشترط مشاركة السودان بأغانٍ على السلم السباعي».
وأضاف: «مثل هذه التصريحات كافية بأن يتم اتخاذ موقف بعدم المشاركة مستقبلاً في مثل هذه المهرجانات، كفانا إهانة لأنفسنا».
واعتبر كمال الشادي أن الحكومات المصرية «تزدري النوبة المصريين» وأن «الثقافة المصرية تتهكم على النوبيين في أفلامهم».
ليست الحقيقة
من جهته، وصف الشاعر السوداني د. طلال دفع الله حديث بكر بأنه يجانب الحقيقة.
وقال دفع الله لـ«التغيير»: «ليس كل الموسيقى السودانية على السلم الخماسي، فهناك سباعي وأنصاص وأرباع تون في مناطق مختلفة من السودان في كردفان ودارفور وشرق السودان».
ورأى طلال أن السلم الخماسي يعتبر الأكثر انتشاراً عالمياً، ونادى بضرورة عدم إهماله.