أعمدة ومقالات

رسالة إلى شباب الثورة وجيل التغيير

نضال عبد الوهاب

لكل الذين يسعون ويعملون للثورة من أجل التغيير وسُودان جديد متقدم وديمُقراطي من شباب الثورة وهذا الجيل “الباسل الثوري” أوجه رسالتي هذه لهم وكلماتي“.

لا تحتاجون لمعرفة أين تقف بلادنا اليوم بفعل “المُمارسات” الخاطئة طوال تاريخنا السياسي وكيف تمكنت قوي ومجموعات مصالح ارتبطت بالعسكر والانتهازيين طوال تاريخها بأن توصلنا كبلد يستحق أن يكون في مكانة متقدمة بين الدول والأمم لما نحن فيه اليوم من ضعف وشبه انهيار للدولة وتشظي وتقسيم وحرب أهلية وغيرها من سوء أوضاع جعلت من العيش فيه تحدي لكثير من الشباب لذلك غادره الكثيرون وركبوا البحر والصحاري أملاً في واقع جديد رغم الصعاب ومواجهة الموت والمخاطر، وانتشرت البطالة واتسعت دائرة الفقر حتى أظلمت الحياة في وجه العديدين، وأستمر هذا الوضع إلي أن جاءت الثورة لتبدأ تغيير حقيقي في السُودان ساهمتم فيه أنتم كجيل متميز مؤمن بهذا الوطن وبعدالة القضايا التي تثورون لأجلها، ورغم تراكمية الثورة كفعل مقاوم لنظام أهل الإسلام السياس والكيزان ومنافقيهم و تجار الدين”الدجالون” إلا أنكم شاركتم وأسهمتم ولا زلتم تسهموا بنصيب الأسد في إحداث هذا التغيير برغم كل الوحشية والعنف والبطش الذي يتم التعامل به معكم في ثورتنا السلمية ومطالبا وقضايانا العادلة، لن ييأس مجموعات أهل السُودان القديم الذين لا يُريدون أي تغيير ومستعدون لتمزيق الوطن ونشر الحرب والجهل فيه لأجل السُلطة والمناصب والامتيازات، لذلك يبيعون البلاد للطامعين من قوي الثورة المُضادة والتي لا تريد لبلادنا خيراً ويشاركونها ثورات وخيرات بلانا بينما يرزح أهلنا في الفقر والمسغبة وينتشر الجوع والمرض، وهم بذلك مُستعدون لاستمرار ذات السُودان غير المتساوي في الحقوق والذي تنعم فيه أقليات بحقوق المواطنة وبالسُلطة والثروة حتى وإن تمزق الوطن وانعدمت التنمية فيه وفي أقاليم ظلت لسنوات طويلة بلا أي حقوق لأهلها وتنمية ومساواة كالشرق وجبال النوبة ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرها من مناطق في السُودان.

كل ذلك يحدث لأنه لا يوجد خطاب سياسي يجمع ويوحد السُودانيين علي مختلف تنوعهم، ولا ينصف ضحايا التهميش ويساوي بين جميع السُودانين بفعل تبني خطاب هوية “مزيف” كرس لهيمنة مجموعات ما يسمى بالعرب والمسلمين في السُودان علي مقاليد الحُكم والثروة فيه حتى قامت الحرب وأنفصل الجنوب، نحن بلد متعدد الهويات والأعراق والأديان وإن غلب الدين الإسلامي هذا لا يعني السيطرة علي السُلطة باسمه، فالدين لله والوطن للجميع، أي حديث عن دستور قادم يقسم بين أبناء الوطن هذا لايخدم غير مجموعة السُودان القديم من أحزاب وطوائف دينية وانتهازيين وتجار دين وفاسدين، جربهم شعبنا منذ الاستقلال فكانت النتيجة ما نراه اليوم، أي حديث عن إدخال واستغلال الدين في السُلطة والسياسة سيكرس لذات ماثرتم ضده من سياسات وواقع، أي حديث عن عدالة كما تقول شعارات الثورة لن تتم في وجود تفكير قوي وأهل السُودان القديم “الفاشل”، أي حديث عن حريات لن تتم في وجود دستور يفرق بين أبناء الوطن ويميز مجموعات علي آخرين، أي حديث عن حقوق مواطنة متساوية وسلام في ظل دولة مدنية ديمُقراطية حقيقية لن تتم بدون فصل الدين عن الدولة، وليس فصله عن المجتمع فالجميع أحرار في معتقداتهم وممارسة أديانهم وأفكارهم لكنه لن يكون السبيل للسُلطة واحتكارها والمتاجرة لنهب بلادنا ونشر الفساد والإفساد فيها والحرب وتمزيقها وتهديد وحدتها، لن يترك العسكر الحُكم طالما أن فساد هذه المؤسسة التابعة للشعب قد إرتبط بتجار الدين ومجموعات المصالح من قوي السُودان القديم وبالتبعية لمصر و قوي الثورة المضادة الأخرى الذين يتعمدون تحقيق مصالح بلادهم وحكوماتهم علي حساب شعبنا ووطننا، لن ينصلح حالنا إلا بتحررنا من كل تبعية وتحرير بلادنا وعقولنا من “خزعبلات” أفشلت بلادنا منذ الاستقلال وأقعدته، وكل هذا لن يتم إلا باستمرار الثورة وتحقيق أهدافها ومطالبها وشعاراتها في التغيير الحقيقي، أنتم جيل لكم المُستقبل فلا تحفلوا بالأجيال “القديمة” والمستكينة والمهادنة وللانتهازيين فيها و التي وبحكم طبيعة الحياة لن يعيشوا في السُودان بعد عشرين عاماً أو سيصبحوا كهولاً فيه، بينما أنتم من ستقودونه وتعيشون فيه وفي قمة شبابكم ومستقبل بلادنا لكم وللأجيال القادمة الواعية المُستنيرة والوطنية والثورية.

لا تتلوثوا بأمراض السُودان القديم وخطابات الكراهية والحسد والحقد والتقسيم والطائفية والجهوية والعنصرية وتجار الدين… تمسكوا بحلمكم في التغيير و قوا صفوفكم و أبنوا قواعدكم و واصلوا في ذات الطريق الذي سار فيه الشهداء وإخوتكم كشة وعبد العظيم وست النفور والريح وبيبو وغيرهم من العظماء وتذكروا الضحايا والشهداء منذ الجنوب و في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق وكل مناطق الحرب والنزاعات

سيصل ويظفر هذا السُودان بكم وبثورتكم وثورتنا جميعاً نحن المؤمنون والداعمون لذات أهدافها من أجل سُودان المستقبل الجديد الحر الديمُقراطي الموحد والمتقدم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى