أخبارأعمدة ومقالات

يا ناس الإطاري: “البرا البلد خلوهم” “اقنعوا الجوة”!!

عيسى إبراهيم 

ركن نقاش

يا ناس الإطاري: “البرا البلد خلوهم” “اقنعوا الجوة”!!

عيسى إبراهيم 

** تحت عنوان: “وفد من الحرية والتغيير المركزي يقوم بزيارات خارجية لشرح العملية السياسية القادمة بلا كيزان”.. جاء في الأخبار أن وفداً من المجلس المركزي للحرية والتغيير يقوم بزيارات تشمل كلاً من جوبا وإنجمينا والدوحة والرياض وأبو ظبي والقاهرة لشرح عملية التسوية السياسية من أجل استقرار البلاد والحفاظ على وحدتها وأمنها الداخلي والخارجي.. (كمال مدني- مدنية نيوز)

** وفي اعتقادنا أن الأولى الآن ليس إقناع الدول المحيطة بنا لأنها متابعة وليست غائبة عن المشهد السوداني وإنما يأتي في قمة الأولويات رتق ثقوب جلباب الإطاري ليس في ما احتواه الاتفاق الإطاري من تفاهمات هي مقبولة ومبشرة ويمكن أن تكون قاعدة طيبة للاتفاق النهائي إذا صدقت عزيمة العسكر وصح توقيعهم على ما احتواه الاتفاق من فقرات على رأسها خروج العسكر من السياسة والأعمال التجارية وإرجاع المستقطع المهول من اقتصاد السودان إلى وزارة المالية القيمة على كل النشاط الاقتصادي..

** ما نعنيه من ثقوب تتعلّق بالمسافة الزمنية الممتدة من لحظة التوقيع على الإطاري إلى لحظة استلام المدنيين لدست الحكم في البلاد حيث أن الثقوب تتمثل في استمرار العسكر في السلطة ومواصلة قمعهم المفرط للثوار السلميين بصورة من العنف الغريب على طبيعتنا السودانية المسالمة وهو عنف غير مبرر البتة إذ في اعتقادنا أن توقيع الإطاري هو بمثابة فتح كوة في جدار الأفق المغلق عن الحل المرضي ولم يأخذ الموقعون على الإطاري وبما فيهم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التي أدارت الحوار مع العسكر أي تعهد من العسكر بعدم التعرض لمسيرات الثوار السلمية مما يضرب بعمق في هيكل الثورة التي تمثل السند الحقيقي لقوى الحرية والتغيير.. هذه واحدة!!..

** الأمر الأكثر أهمية أن بعض شباب المقاومة انضموا إلى الإطاري والبعض الآخر وقف معادياً للإطاري باعتبار الإطاري خيانة للثورة.. إذن نحن الآن أمام فسطاطين من الثوار يقفان في تباين واضح في موقفين متباينين وهو أمر مؤسف إذا عددنا أن الإطاري هو نفاج أمل نحو الحكومة المدنية المرتقبة ونشاهد هذا الموقف العصيب الذي يحتم على قوى الحرية المجلس المركزي أن توجه نظرها إلى الداخل لا إلى الخارج وأن تعمل بجد لإجبار العسكر للالتزام التام بالسلمية تجاه الثوار وإلا أنها ستجد نفسها مكشوفة بلا نصير من الثوار وأخشى أن تكون هذه القسمة الواضحة للعيان هي هدف العسكر من الاتفاق الإطاري وزعزعة الثورة وتشظيها.. فإن نجحت قوى الحرية مستعينة بالمراقبين الدوليين من الترويكا والرباعية واليونيتامس والاتحاد الأفريقي في إلزام العسكر بالسلمية فعليها إذن أن تتجه نحو هؤلاء الشباب بعقد الندوات وإجراء الحوارات المعينة على كشف الهدف الاستراتيجي من تفاهمات الإطاري الرامية نحو حكومة مدنية شاملة هي الهدف الأسمى للثورة والثوار..

نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً:

** “وفي اجتماع مشترك ضم المكون العسكري والقوى المدنية الموقعة للاتفاق الإطاري السياسي وبحضور الآلية الثلاثية المشتركة حيث تم تكوين لجنة مشتركة من المكون المدني والعسكري لوضع الجداول الزمنية لتنفيذ ما تم الاتفاق في فترة لا تتجاوز الاسبوعين”.. (المصدر السابق).

** عملياً لا نشاهد لهذه التوقيتات واقعاً ملموساً على المشهد السياسي المأزوم.. لا بد أن نرى بأعيننا ما يطمئننا أن الأمور تسير وفق ما يتمناه الثوار والشعب السوداني المترقِّب للانعتاق من التدهور المستمر في كل شئ!!..

eisay1947@gmail.com 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى